البابا أنيانوس (حنانيا) رقم (2) أقام مرقس رسول السيد المسيح إلى مصر حناينا ويقول القس منسى يوحنا (1) : " قد سيم أسقفاً سنة 62 فى شهر بشنس فى مدة حكم وسبانيوس قيصر " وأقيم بعد أن أستشهد والأرجح 68 م ويقال أناينو بطرك الإسكندريةوقد ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (2) السنة التى جلس يوليانوس على كرسى مرقس الرسول فقال : " فى السنة الثامنة من ملك نيرون سلمت إلى أنيانوس إدارة إيبروشية الإسكندرية خلفاً لمرقس الإنجيلى " الصورة المقابلة لـ قطعة من رفات القديس انيانوس اول بطرك بعد القديس مرقص الرسول - حيث تباركت كنيسة الانبا انطونيوس والملاك ميخائيل ايندهوفن -هولندا بحضور قطعة من رفات القديس أنيانوس التى قدمت هدية إلى نيافة المطران الانبا مرقس والانبا اثناسيوس - فرنسا من ابينا المحبوب القمص يوسف منصور وكان يوم مفرح جدا07-12-2005عاصر هذا البابا العديد من الأباطرة الرومان وهم : نيرون وجاليا وأونون وفيتليوس وفيسبسيانوس وتيطس وتنيح فى عصر دوماتيوسو عندما دخل مار مرقس الرسول الأسكندرية قادماً من أورشليم كان نعل حذائة قد تقطع فذهب ليصلحة عند أسكافياً وكان أسمه أنيانوس وعندما بدأ أنيانوس فى أصلاح الحذاء دخل المخراز فى يده فصرخ قائلاً أيها ألإله فقال له أتعرف من هو الإله وبدأ فى تبشيره فآمن انيانوس , حول بيته إلى كنيسة وهى أول كنيسة مسيحية للعبادة فى الأسكندرية وهى الكنيسة التى قُبض فيها على القديس مارمرقص عند أستشهاده وكان بناؤها فى مكان بوليكابيا أى( دار البقر) فى البقعة التى بها الكنيسة القبطية فى الأسكندرية الأن تقريباً .. قال أبن بطريرك المؤرخ : " إن مرقس الرسول صير مع حنانيا ( إنيانوس ) إثنى عشر قسيساً وأمرهم إذا مات البطريرك أن يختاروا من الأثنى عشر قسيساً , ويضع الأحد عشر قسيساً أيديهم على رأسه ويصلحونه بطريركاً ويباركونه ثم ويباركونه ثم يختارون رجلاً فاضلاً ويصيرونه مكان ذلك القسيس ليكونوا أثنى عشراً أبداً , فلم يزل القسوس بمدينة الإسكندرية بطاركة الأسكندرية من الأثنى عشر قسيساً إلى وقت الأسكندروس بطريرك الأسكندرية الذين كان من الأثنى عشر قسيساً= الذين كان فى مجمع الثلاثمائة وثمانية عشر ( نيقية المسكونى ) وأنه منع من أن يصلح القسوس البطريرك وأنقطع ذلك الرسم وأمر أن لا يصلح البطاركة إلا الأساقفة " أ. هـ غير أن أغلب المؤرخين يتفقون مع الأنبا ساويرس أبن المقفع على عدد ممن رسمهم مار مرقس الرسول بأن : " الرسول مرقس رسم مع أنيانوس فقط ثلاثة من القسوس وسبعة من الشمامسة جعلهم يخدمون ويثبتون الأخوة وقد شهد المؤرخون للبابا إنيانوس بالصلاح والتقوى فقال أوسابيوس المؤرخ : " أنه كان محبوباً من الرب مقبولاً عنده " وقال آخر قلبه ينظر قلب الرب يعرف مشيئته ويتممها " أ. هـ وبالطبع كان هناك طقس وصلوات للمباركة تقال عند رسامة البابا (البطريرك الجديد ) وللأسف نتيجة للأضطهادات العنيفة التى واجهتها الكنيسة فى جميع العصور وحرق مكتبة الأسكندرية والهجوم المستمر على الأديرة القبطية وهدم الكنائس القبطية على مر العصور لم يصلنا مخطوط يتضمن رسامة البطرك أقدم (3) من سنة 1364 م كلمة البابا كلمة قبطية وأطلقت على بطرك الأسكندرية وكثروا وصار الأساقفة يسمون البطرك الأب والقسوس وسائر المسيحيين يسمون الأسقف الأب ويجعلون لفظة البابا تختص ببطرك الإسكندرية ومعناها أبو الآباء ثم انتقل هذا الاسم عن كرسي الإسكندرية إلى كرسي رومية من أجل أنه كرسي بطرس رأس الحواريين فصار بطرك رومية يُقال له البابا واستمرّ على ذلك إلى زمننا الذي نحن فيه وأقام أنيانو وهو حناينا في بطركية الإسكندرية اثنتين وعشرين سنة وفى عهده ثار اليهود على المسيحيين وأخرجوهم من القدس فعبروا الأردن وسكنوا تلك الأماكن فكان بعد هذا بقليل خراب القدس وجلاء اليهود وقتلهم على يد تيطس القائد الرومانى بعد رفع المسيح بنحو أربع وأربعين سنة فكثرت النصارى في أيام بطركية إنيانوس وعاد كثير منهم إلى مدينة القدس بعد تخريب طيطس لها وبنوا بها كنيسة وأقاموا عليها سمعان أسقفً وفى عهد هذا البابا أيضاً أستطاعت التعاليم المسيحية تنفذ فى قلوب أهل مصر وأتسع التبشير بملكون السماوات وترك الوثنية الكثير من عبادها خاصة من أرباب المناصب العالية والأكابر والأعيان وبعض رجال الدولة . الأحداث التى حدثت فى عصر هذا البابا وفى سنة 70 م قام اليهود فى أسرائيل بثورة ضد الحكم الرومانى فذهب إليهم تيطس القائد الرومانى بجيش وسقطت أورشليم وأخذوا منهم 97 ألف نسمة ليعملوا فى مناجم الدولة الرومانية وخاصة مصر وأتى بجانب هؤلاء الكثير من سكان أورشليم اليهود لينضموا إلى أغنياء الأسكندرية ولكنهم حرضوا يهود اليهود المصريين على الثورة ضد الرومان , ولكن رفض أغنياء الأسكندرية خطتهم للتمرد وسلموا أخوانهم للرومان وقالت المؤرخة أ.ل.بتشر (4) : أن هذا هو السبب فيما يشير إليه المؤرخون المسيحيون الأول بقولهم أن مدة رئاسة البطريرك أنيانوس لم تكن مدة سلام وأمان , ولكن هؤلاء المؤرخون لم يذكروا أدنى تفصيل عما كان له من الشأن فى أثناء تلك الأضطرابات والقلاقل " أ . هـ وعندما رأى البابا أنيانوس كثرة المؤمنون وأن الخدام الذى رسمهم الرسول مرقس لم يقدروا على خدمة القادمين إلى المسيح فوسم كهنة وخداما جدد . وقد قال بعض المؤرخين أن فترة القرنين الأولين كانت فترة سلام للكنيسة القبطية - ولكن فترة نشأة الكنيسة الأولى فى مصر لم تردنا منها تفاصيل دقيقة حتى أن مؤرخى الكنيسة القبطية ذكروا القليل عن الستة بطاركة الأوائل الذين تقلدوا منصب البطريركية بعد مرقس الرسول , ويمكن القول بكل ثقة أن الكنيسة ألأولى قد عانت من الأضطهاد حيث أن الأباطرة الرومان كانوا ينظرون لكل من لا يبخر للأوثان نظرة عداء وكان كثير من المنضمين للمسيحية فى مصر من اليهود وكان وقتها اليهود فى ثورة ضد الأمبراطورية الرومانية . نياحتــــه ومات في عشرين هاتور سنة سبع وثمانين لظهور المسيح ويذكر أبن المقفع فى كتاب تاريخ البطاركة ج1 ص 7 " ذلك من ملك دومانيوس ملك روما " وقد ساس البابا إنيانوس الكنيسة بحكمة وفطنة خاصة
أن بذرة إيمان المسيحية كانت فى مرحلة الأنبات , وقد أفردت المؤرخة بتشر فى
كتابها تاريخ الأمة القبطية الفصل الرابع تحت عنوان " بطرك واحد وسبعة قياصرة
سنة 62 ب.م ". لأن هذا البطريرك عاصر سبعة من أباطرة الرومان أثناء جلوسه على
الكرسى المرقسى وسبعة القياصرة هم : نيرون ( وكانت وفاته بعد ستة سنوات من جلوس
إنيانوس على كرسى مار مرقس الرسول ) , وجاليا , وأوثو , وفيتليوس , وفسباسيان ,
وتيطس , ودومتيان
|